علامات حسن الخاتمة عند الغسل تعتبر بشرى للميت في قبره. وهناك علامات تدل على حسن الخاتمة ذكرها لنا النبي صلى الله عليه وسلم. حسن الخاتمة يأتي من طاعة الله والعمل على مرضاته، فيرضي الله عبده يوم يموت، ومن عمل لله – عز وجل. والله – بأمانة وبدون نفاق، ويتقي الله في جميع أموره. أراحه الله من سكرة الموت وأحسن خاتمته، ومن خلالها سنعرف علامات حسن الخاتمة عند الغسل.
جدول المحتويات
علامات الانتهاء الجيد عند الغسيل
حسن الخاتمة لا يأتي للعباد عبثا، ولكن حسن الخاتمة يأتي من قلب عاش حياته الدنيا مرتبطا بالله دون غيره، وعمل في لذاته الدنيوية من أجل محبة الله لنيل محبته. تدل على حسن الخاتمة الذي وضحه لنا النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكن حسن الخاتمة لا يعرفه، عند الغسل، إلا الله عز وجل.
أما علامات حسن الخاتمة عند الغسل فهي في كثير من الأحيان آثار طبية يمكن أن تكون بشرى للميت أو آثار عادية بعد الموت، وفي السطور التالية سنتعرف على بعض العلامات التي تحدث عند تغسيل الميت والله أعلم: لم يرد نص واضح في علامات حسن الخاتمة عند الغسل.
- وعندما تبدأ في غسل الميت تخلع عنه ثيابه وتلبس عليه سترة وتضغط على بطنه حتى يخرج ما بقي منه، ولكن قد لا يخرج شيء، فقد يكون من العلامات. من حسن الخاتمة عند الغسل، والله أعلم.
- ويمكن ملاحظة عند تغسيل الميت أن سبابته تظهر وكأنها في موضع نقاط الاستشهاد، فهي مستقيمة وبقية الأصابع متحدة.
- وتلاحظ على وجه الميت سعادة ووجه مشرق، ولعل هذا من علامات حسن الخاتمة عند الغسل، لكن لا يوجد دليل على ذلك.
- وقد يكون للميت رائحة طيبة كالمسك، وتبقى هذه الرائحة معه حتى يدفن في قبره.
حسن الخاتمة لا يمنحه الله لأحد، وإنما يمنحه لمن يخاف الله رجاءً في نيل رضاه. وقد بين لنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعض العلامات التي تقع على الميت قبل موته والتي تدل على حسن خاتمته، وأسأل الله أن يحسن خاتمتنا جميعا.
وفي السطور التالية سنتعرف بالتفصيل على علامات حسن الخاتمة ونربطها بالأدلة من حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) استكمالاً لموضوعنا عن العلامات. لمسة نهائية جيدة للغسيل.
1- النطق بالشهادة عند الوفاة
ونطق العبد بالشهادتين عند موته من أهم العلامات الدالة على عداله ومحبة الله له. وما هين على العبد أن يذكر ربه حين يقبض ملك الموت روحه. فسبحان من ذكره وأعضده في سكرات الموت.
والدليل على أن من قرأ الشهادتين دخل الجنة وحسن الخاتمة ما قاله النبي – صلى الله عليه وسلم – في حديث معاذ بن جبل. (من قال آخر كلامه: لا إله إلا الله دخل الجنة.) حديث صحيح، من الجامع الصغير.
2- الموت من البرد على الجبهة.
والمقصود بالتقطر من الجبهة هو العرق على الجبهة، وقد قال العلماء في هذا الصدد: إن عذاب الموت يشتد على العبد حتى يتعرق من الجبهة ليرفع درجته في الجنة أكثر أو أقل. أن يمحو الله به ذنوبه، ودليل ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (المؤمن يموت بعرق جبينه.) حديث صحيح، رواه بريدة بن الحصيب الأسلمي، مصدره بلاغ المرام.
3- الوفاة ليلة الجمعة أو نهارها.
ومن بشرى حسن الخاتمة الموت يوم الجمعة سواء ليلا أو نهارا، ولهذا نجا الله عبده من فتنة القبر، كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -. – قوله: (ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر.) حديث حسن رواه عبد الله بن عمرو من صحيح الترمذي.
4- استشهاد في ساحة المعركة
من جاهد في سبيل الله -تعالى- لإعلاء كلمته فهو شهيد عند الله، ومنزلة الشهداء عند الله عظيمة، وقد روى أبو موسى الأشعري أنه قال: (وقال أعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم: الرجل يقاتل على الغنيمة، والرجل يقاتل ليذكر، ويقاتل ليرى مكانه. من هو في طريق الله؟ قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله). حديث صحيح، من صحيح البخاري.
علاوة على ذلك، فقد ذكر الله للشهداء الذين يموتون في سبيله أن ربهم من فضلهم، ويرزقهم كل ما يشتهون. قال الله -سبحانه-: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا. بل أحياء عند ربهم يرزقون). (سورة آل عمران: 169).
نقترح عليك أن تقرأ
5- الموت بالطاعون وأمراض المعدة
من مات بالطاعون فهو شهيد عند الله عز وجل، كما من مات بالبطن، ومن مات بالغرق، ومن مات بالهدم، ومن مات بالحروق، ومن مات بالسل. والمرأة في نفاسها، فمن مات بشيء من هذه الأشياء فهو إن شاء الله شهيد عند الله عز وجل.
وعن جابر بن عتيك قال: (وجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليرجع عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب، فصاح عليه فلم يجبه. فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «لقد غلبناك يا أبا الربيع»، فاستنكرت النساء وبكين، فأسكتهن ابن عتيك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دعهما إذا كان لهما ضرورة”. لا تبكي بشدة…
… قالوا: وما الواجب يا رسول الله؟ قال: الموت. فقالت ابنته: لو كنت أتوقعك شهيدا لضيعت وقتك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطاه الله أجره على نيته، ولا ترى الشهادة. قالوا: اقتل في سبيل الله تعالى…
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشهادة سبع غير القتل في سبيل الله عز وجل. المطعون شهيد، والمطعن شهيد، والغريق شهيد، والمهلك شهيد، وذو الجنب شهيد، والمحترق شهيد، والمرأة التي تموت وفي الجمع شهيد.) حديث صحيح، من صحيح النسائي.
والمشار إليه في الحديث هو الجنب أي الذي به السل، والمرأة التي تموت مع وضع ولدها أي الحامل، وقال بعضهم إنها هي. عذراء وتموت. من النفاس سواء ولدت أو مات في بطنها.
6- الموت دفاعاً عن المال والعرض
ومن مات وهو يدافع عن ماله من السرقة أو عرضه من الخدش فهو شهيد عند الله تعالى، والدليل على ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قاتل عن ماله فيقتل فهو شهيد، ومن قاتل عن دمه فهو شهيد، ومن قاتل عن أهله فهو شهيد.) حديث صحيح رواه سعد بن زيد من صحيح النسائي.
7- الموت مقدر لمحبة الله.
ومن مات مرابطا في سبيل الله فهو شهيد، والمراد بالمرابطين في سبيل الله من بقي في مكانه ليحمي المسلمين من الأعداء والكفار. فإن مات فهو شهيد، كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (ومن مات في سبيل الله أجره بما كان يعمل من خير، ورزق وأمن من الفتنة، وبعثه الله سالما يوم القيامة. من أعظم الرعب.) حديث صحيح رواه أبو هريرة – رضي الله عنه – ومصدره صحيح الترغيب.
8- الموت من أجل عمل صالح
ومن العلامات الواضحة لحسن الخاتمة الموت على عمل صالح. ومن مات على عمل صالح دخل الجنة إن شاء الله تعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(إن صاحب الجنة ختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل، وصاحب النار ختم له بعمل أهل النار وإن عمل . . ثم لوح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فطرحهم وقال: «لقد أهلك ربك عباده فريقا في الجنة وفريقا في النار» من النار.) حديث صحيح رواه عبد الله بن عمر، ومصدره الإسناد الصحيح.
أسباب حسن الخاتمة
واستمراراً لموضوع علامات حسن الخاتمة في الغسل، يجب أن نعلم أن حسن الخاتمة للعبد لا يأتي عبثاً، كما ذكرنا سابقاً، بل يأتي لأسباب تهيئه لبلوغ هذه المنزلة العظيمة، و أسباب حسن الخاتمة تبدأ بقلب سليم، فمن صالح قلبه صلح عمله، ثم تعلق قلبه بالله -الله عز وجل- لا ينتظر من الدنيا إلا رضاه، حتى أنه ينال نصيبه في الآخرة من غير نقصان.
وفي إطار موضوعنا عن علامات التشطيب الجيد عند الغسيل، سنوضح لك بعض الأسباب التي تساعد على التشطيب الجيد:
- إن الأعمال بالنيات، والعمل الصالح لا يأتي إلا بنية القيام به، فيجب أن تكون لدينا النية لفعل الخيرات حتى يرضى الله عنا ويجعلنا من أصحاب الخاتمة الطيبة.
- تأكد من الصلاة في الوقت المناسب. والأفضل أن تكون جماعة في المسجد كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم. وهي أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة.
- الخوف من الله عز وجل، وفسره علي بن أبي طالب: قال: الخوف من تعالى، وعمل الوحي، والاستعداد ليوم الرحيل.
- -اجتناب كبائر الذنوب، كما قال تعالى: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نغفر لكم ذنوبكم وندخلكم مدخلا كريما). (سورة النساء: 31).
- تطبيق سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) في كل شيء في الحياة. وطاعة الرسول من طاعة الله عز وجل.
- ابتعد عن ظلم الناس، والرفق بهم، والرفق بهم، والعفو عند الإمكان.
- إن محاولة المحافظة على صلاة الليل تنطوي على التواضع والتضرع إلى الله تعالى.
- مساعدة المحتاجين قدر الإمكان وتقديم الإغاثة لهم. ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.
- واذكروا الله تعالى في كل وقت، فإنها كلمات بسيطة مع أعمال صالحة كالجبال.
- صلوا على النبي -صلى الله عليه وسلم- كل يوم؛ لأن أقربهم منه عند الجلوس يوم القيامة أكثرهم صلاة عليه.
- أكثروا من الدعاء والدعاء لله عز وجل.
حسن الخاتمة نعمة يمن الله بها على عباده الصالحين، لا تصيب أحدا، لكنها تصيب عبدا عاش حياته من أجل تحقيقها، من عاش على شيء مات فيه، ولهذا أسأل الله العون. لنا.ارزقنا حسن الخاتمة.