تجربتي في قول “الحمد لله” ساعدتني على زيادة راحة البال، وسهلت أموري، ويسرت لي كل صعوبة. لقد خفف من كل حسرة واجهتها. لا توجد مشكلة لم أتمكن من التعامل معها إلا أنني كنت ممتنًا. الله عليه، وسهل أمره، وتضاءلت مصاعبه، ومات كأنها لم تكن. وبذكر الله تطمئن. قلوب منفتحة، طرقات مفتوحة، صدور مفتوحة، تفريج الصعوبات والكروب. ويصبح الهم والحزن غريبا. إليكم تفاصيل تلك التجربة عبر…

تجربتي عندما أقول الحمد لله.

لقد مررت بتجارب عديدة في قول “الحمد لله” والاستمرار في حمد الله في السراء والضراء وفي جميع الظروف. ومن تلك التجارب يوم لن يُمحى من ذاكرتي أبدًا. كان لدي امتحان في مادة صعبة للغاية وكانت تحتوي على العديد من الكتب التي كان علينا أنا وزملائي أن ندرسها، وكان لدي أسبوع قبل امتحان تلك المادة.

في اليوم الأول من ذلك الأسبوع كنت قد ذهبت إلى أحد أصدقائي لأطلب منه استعارة مرجع حول هذا الموضوع، وعندما كنت أعبر الشارع صدمتني سيارة، ونتيجة لذلك الاصطدام دخلت المستشفى . وبقيت هناك ثلاثة أيام حتى تمكنت من الخروج منه، وكنت محصورا في ذهني وقت الامتحان الذي أنهكني من المصيبة التي حلت بي.

منذ اللحظة الأولى لذلك الحادث وأنا أردد مقولة: “الحمد لله”، كررتها مرات عديدة، على يقين أن الله لن يتركني. خرجت من المستشفى في صباح اليوم الرابع. ، ولم يكن لدي سوى ثلاثة أيام حتى الامتحان. لن تكون ثلاثة أيام كافية لإنهاء نصف الإحالات التي سيتم إجراؤها. الاختبار، فقلت: الحمد لله، وأرجو أن يكون هذا خيرًا. وبعد ذلك بدأت الدراسة.

بعد ذلك رن هاتفي معلنا خبر صدمني وهو وفاة أحد أصدقائي المقربين، فتركت ما كان في يدي وذهبت إلى منزله لأودعه في مثواه الأخير. قضيت يومين دون أن أهتم بالدنيا وما فيها. فما كان منه إلا أن يقول: «الحمد لله»، فيكررها ويكررها. ثم بدأت أعود إلى حياتي ونظرت. بقي لي يوم واحد على الامتحان، يوم يكفي فقط لدراسة بعض الأوراق من المراجع المطلوبة لذلك الامتحان.

أثناء تجربتي في قول “الحمد لله”، ظللت أردد “الحمد لله”، واستخدمتها، وبدأت المذاكرة حتى صباح الامتحان. ولم أدرك إلا مائة صفحة من مئات الصفحات، ثم قلت: الحمد لله على ما حدث وعلى ما سيكون. ثم ذهبت إلى الامتحان مكررا ومكررا “الحمد لله”، فدخلت الامتحان كمسلم. وأموري كلها لله. وعندما وضع المراقب أمامي ورقة الأسئلة، كان الامتحان بأكمله يدور حول ما درسته فقط، ولم يأتي سؤال واحد من أكثر من تلك الأوراق المائة التي درستها.

نظرت إلى الورقة بذهول، وأنا أردد مراراً وتكراراً: سبحان الله، سبحان الله! ثم خرجت من الامتحان وأنا أدرك قيمة تلك الكلمة، واثقًا أن أمري كله بيد الله عز وجل. فهو سبحانه لا يتركني. هو حمايتي وقوتي. هذه هي تجربتي. بقول: “الحمد لله”.

إقرأ أيضاً:

قيمة الكلمتين الحمد لله.

الله عز وجل محمود على نعمه، محمود لنفسه، محمود على كرمه، محمود على رحمته بعباده، والله تعالى محمود على خلقه لمن حمده. الحمد لله الذي جعل حمده وشكره. يقتصر على كلمتين فقط: الحمد لله. وهاتان الكلمتان لهما عدة دلالات وأهمية، منها:

نقترح عليك أن تقرأ

  • المساواة في أسلوب المدح: لقد شرع الله الطريقة التي ينبغي لجميع البشر أن يحمدوه بها على قدم المساواة. الغني والفقير، والمتعلم والأمي، كلهم ​​يحمدون الله -عز وجل- بنفس الطريقة، أي قول: سبحان الله. وما كان الله ليشرع ذلك، لاختلف الناس في طريقة التسبيح، كل حسب طاقته، ولكن شرع الله -سبحانه وتعالى- إذن هناك مساواة بين جميع البشر.
  • البحث عن الطريقة الصحيحة لحمد الله تعالى: عندما يحاول أحدنا تكوين إنسان مثله، يبدأ بترتيب الجمل، واختيار أفضل الكلام وأجمله، إلى حد كتابة قصيدة عرفان لشخص ما. إن تشريع الله لطريقة تسبيحه قد أعطى الإنسان الطريقة البليغة لذلك بما يتناسب مع تسبيحه سبحانه.

إقرأ أيضاً:

الحمد لله الذي أعد الكون .

لقد خلق الإنسان ليجد الكون مهيأ له على أفضل وجه، ووجد ما يضمن له الحياة الكريمة والحياة الآمنة المستقرة. الحمد لله على ما خلقه للإنسان وأعده للعيش في دنيا، وإذا كان له كبد فهو أيضا ذو جمال، ومن تلك الأشياء:

  • لقد خلق الله أجزاء من الكون لخدمة الإنسان: لقد خلق الله الشمس ليعيش الإنسان في جو دافئ يتيح له أن يعيش حياته. خلق الله السماوات بحيث تصل الأشعة المناسبة لأشعة الشمس إلى الإنسان فلا تتدمر بشدتها، وحتى تتحد معها السحب لتشكل المطر الذي تنبت منه الأرض. لقد خلق الله الأرض المسطحة ليعيش عليها الإنسان.
  • إعداد حياة الإنسان قبل التكليف: يولد كل إنسان ليجد أبوين يعملان على حمايته وإعداده لحياته الأولى، حتى يكبر ويستطيع أن يثق بنفسه في حياته، كل هذا قبل أن يستطيع الإنسان حتى أن يتكلم ويقول: “الحمد لله”. “هذا في سياق تجربتي في قول “الحمد لله”..

إقرأ أيضاً:

آيات المديح في القرآن الكريم

نظراً لقيمة وأهمية قول الحمد لله وما تفعله تلك الكلمات في حياتنا؛ ونجد أن صيغة الحمد تكررت في القرآن الكريم حوالي ثلاث وعشرين مرة في أكثر من سورة، لدرجة أنها أول كلمة في القرآن الكريم وأول كلمة قالها معلمنا آدم – عليه السلام – نطق بعد خلقه. أحد المواضع التي ذكرت فيها صيغة الحمد هو في سياق الحديث عن تجربتي مع… قل “الحمد لله” على النحو التالي:

  • {الحمد لله رب العالمين} وهذه الآية موجودة في فاتحة الكتاب، وهي أول سورة من القرآن الكريم، يكررها المسلم في اليوم خمس مرات على الأقل.
  • {الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور. فالذين لا يؤمنون بربهم يعدلون } ذلك المكان في سورة الأنعام. الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض لتناسب حياة الإنسان، وجعل الظلمة ليستريح فيها الإنسان، وخلق النور ليناسب حياة الإنسان العملية. الحمد لله على كل ما خلقه سبحانه.
  • { دُعاؤه هناك: سبحانك اللهم وتحيته سلام، وآخر دعواه أن الحمد لله رب العالمين } تلك الآية من سورة يونس، يتحدث فيها الله عز وجل عن المؤمنين، ويعظم الله فيها قيمة الحمد. وجعل من صفات المؤمنين دوام التسبيح وختم دعاءهم دائما بقول: “الحمد لله”.
  • “ونزعنا الأغلال عن صدورهم التي تجري من تحتها الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي” تلك الآية من سورة الأعراف يتحدث فيها الله تعالى عن أهل الجنة وثناءهم على الله تعالى بعد دخولهم الجنة، وحمده وشكره على نعمه عليهم.
  • “قل: الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، والله خير، أفلا تشركون به؟وهذا هو الموضع في سورة النمل الذي أمر الله – عز وجل – نبيه أن يشكر ويحمد عباده الذين اصطفاهم لرسالته. وهذا تعظيم لقيمة الحمد في الإسلام.

الحمد لله كلمتان خفيفتان على اللسان، تخرجان من الكرب، تطمئنان القلوب وتفرحان القلوب وتفتحانها عند تكرارها. كم من الأشخاص الذين يواجهون صعوبات تم تخفيف همومهم ومعاناتهم لأنهم استمروا في تكرار ما يقولونه؟ هم.