وتختلف أشكال ظلم الزوج لزوجته باختلاف حال الزوجين، فهناك بعض النساء يتعرضن للظلم من أزواجهن، ويتم ذلك بعدة طرق مختلفة. ورغم قدوم الإسلام وتحريمه لهذا الأمر لما يسببه من سلبيات في المجتمع إلا أننا نجد بعض الرجال يمارسونه، وهذا ما سنعرضه لكم.
جدول المحتويات
أشكال ظلم الزوج لزوجته.
إن ظلم الزوج من الأمور التي قد تؤدي إلى خراب البيت، كما أن ممارسته أمام الأبناء يمكن أن تدمر نفسية الأبناء وتزرع فيهم مشاعر الكراهية والضغينة. إضافة إلى أنها إحدى الظواهر التي انتشرت بشكل مخيف في مجتمعنا الحالي، وأصبحت من القضايا التي تهدد استقرار المجتمع، ويمكننا أن نعرض أشكال الظلم الذي يتعرض له على النحو التالي:
1- إضاعة حقك في المهر
ومن أبشع مظاهر ظلم الزوج أن يأكل حق الزوجة في مهرها، سواء أخذ بعضه أو كله، أو تخلف عنه. وهذا السؤال لا يعتمد على المهر كدفاعات. فقط، ولكنها تأتي أيضًا مع معداتها التي أعدت بها في بيت الزوجية، فكل هذا يعتبر ملكًا له، ولا يجوز للزوج التصرف فيه بأي شكل من الأشكال.
إلا بعد أخذ إذنك وموافقتك على هذا الأمر، وهذا ما ذكره المولى عز وجل في كتابه:
{وأعطوا النساء صدقاتهن بحرية. وإذا أعجبك شيء فكله بحرية وبكل سرور.} [سورة النساء: الآية 4].
وهذا الأمر يشمل كل ما تملكه الزوجة من أموال أو عقارات أو أي شيء آخر. وليس من الدين أن يعتدي الزوج عليه، سواء بالتصرف فيه أو بغيره، إلا بعد رضاه، ولا ينبغي أن يكون هناك زوج ظالم يخضع لحكم الظلم.
2- سوء العلاقة معها والإضرار بها
ومن أفظع صور ظلم الزوج لزوجته أن يعتدي على زوجته بأي فعل قد يضرها سواء كان جسديا أو نفسيا. وقد أوصى الله تعالى بالعلاقة الطيبة مع الزوجة، وهذا ما جاء في الآية. :
{والعيش معهم مع الرحمة ۚ} [سورة النساء: الآية 19]
وبالتالي فإن الإيذاء يعتبر ظلماً للزوجة، وهناك أشكال عديدة للظلم، مثل سب الزوجة أو سبها أو سب والديها.
يضاف إلى ذلك المعاملة الخشنة والقاسية أو الضرب دون مبرر مشروع لضربها، ومن صور الإيذاء عدم ممارسة العلاقة الجنسية معها لفترات طويلة دون أسباب مشروعة وصحية مثل التأديب، وفي هذه الحالة يكون الأمر كذلك. ولا يجوز في الدين أن تتجاوز 4 أشهر.
قال الله تعالى:
{ الذين يمتنعون عن نسائهم يتربصون أربعة أشهر فإن نفذوا فإن الله غفور رحيم.} [سورة البقرة: الآية 226]
ومن مظاهر الظلم والأذى القيود على النفقة أو السكن، أو الضرب المبرح المؤدي إلى الطلاق: وهذا ظلم واضح.
3- ترك الصيانة
ومن صور ظلم الزوج لزوجته المنتشرة اليوم أن يترك الزوج زوجته العاملة لتعيل نفسها. قال الرحمن عز وجل في كتابه الكريم:
{.. وعلى الطفل المولود أن يعتني به ويلبسه الخير. ولا تحمل نفس ما فوق طاقتها...} [سورة البقرة: الآية 233].
كما قال الله تعالى:
{اجعلهم يعيشون أينما كنتم وأينما كنتم، ولا تؤذوهم لتصعب عليهم الأمور. وإذا كن حاملاً فأنفقي عليهن حتى يضعن حملهن. ثم إذا أرضعوا. فآتوهن أجورهن من جانبكم، وتصالحوا بينكم، فإن لم تتفقوا فسوف ترضعه امرأة أخرى.} [سورة الطلاق: الآية 6].
وتوضح لنا الآيات السابقة أن هذا من حقوق الزوجة التي لا ينبغي لها أن تهملها، حتى لو كانت غنية أو تعمل أو لديها ما يكفي من المال.
كما أنها من واجبات الزوج حتى بعد الطلاق، ما دامت الزوجة في العدة، وأي تفريط من الزوج في هذا الأمر يعتبر ظلماً إلا إذا كان فقيراً وينفق ما يستطيع.
4- الظلم بين الزوجات
ومن مظاهر الظلم الواضحة عدم عدالة الزوج بين زوجاته. الظلم لا يقتصر على قضية واحدة. ويمكن أن يكون الظلم في النفقة والملبس والمسكن والعلاج والمبيت. وهذا بسبب عدم عدالة الزوج. وتفضيل إحدى الزوجتين على الأخرى في أي من هذه الحقوق. وتعتبر هذه المسألة من مظاهر الظلم الواضحة. أشكال واضحة من الظلم من جانب الزوج.
ولا عذر له إلا بعدم القدرة على القلب والمحبة، ولكن عليه أن يعدل بين زوجاته في العلاقة الجنسية، وهذا ما ذكره المولى عز وجل في كتابه الكريم:
{.. إذا كنت تخشى ألا تكون عادلاً، فإن واحدًا أو أيًا كان ما في يدك اليمنى، فمن غير المرجح أن لا تعتمد عليه.} [سورة النساء: الآية 3].
ثم واصل قائلا:
ل {وأنا لن أفعل ذلك تستطيع أن تعدل بين النساء ولو كنت متحمسا. لذلك لا تنحني تمامًا، حتى لا تتركها متدلية. وإن صلحتم وخافتم فإن الله غفور رحيم. يم.} [سورة النساء: الآية 129]
والمقصود هنا برفض القدرة هو محبة قلب الزوجة وميله، ولهذا السبب لن يتمكن من العدل في جميع الأمور بين جميع زوجاته.
نقترح عليك أن تقرأ
5- غيرته على زوجته ضعيفة
تعتبر الغيرة الضعيفة تجاه الزوجة من أسوأ صور ظلم الزوج تجاه زوجته، حيث أن هذا الموضوع يرتبط بحاجة المرأة الدائمة إلى مزيد من الاهتمام، كما أصبح من الأمور الخطيرة المنتشرة في بلادنا. المجتمع الحالي ويهدد استقرار الأسرة، فهو يعتبر من أهم حقوق الزوجة، ويجب على زوجها أن يغار عليها ويشعرها بأنه الحامي الأول لها.
وهو قادر على تدمير أي شيء. فهو قادر على أن يحط من شرفها، ويحفظها من كل ما يخدش حياءها ومروءتها. فيأتي الرجل فيقول: هل من أحد لا يخون زوجته؟ لكن الغيرة ليست بهذا المعنى، بل هي ترك زوجته تخالط الرجال وتذهب وحدها إلى الأسواق.
هل تغار عندما تكون زوجتك وحدها مع رجال أجانب وتتركها؟ وهذه المسائل دليل واضح على ضعف الغيرة، ولكن من صور الظلم أيضاً الغيرة الشديدة التي تتحول إلى هوس واتهامات سيئة وباطلة ضد الزوجة. وما دامت الزوجة تلتزم أوامر الرب وتلتزم بالعفة والحياء، فإن الاعتقاد الخاطئ به هو… نوع من الظلم الذي لا براءة منه.
6- ترك الزوجة بلا تعليم
إن ترك الزوجة غير متعلمة وعدم السعي لتعليمها أبسط الأمور هو ظلم خطير، حيث يعتقد بعض الرجال أنهم بذلك يسيطرون عليها، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بأصول الدين كالتوحيد والأركان. . . الإسلام والأعراف المتعلقة بالمرأة، مثل فترة ما بعد الولادة، والحيض، وقواعد اللباس الإسلامي.
وهذا الأمر يؤدي إلى خلل في عبادتهم لربهم وبالتالي في سلوكهم، وهذا سيؤثر على أولادهم فيما بعد. وإهمال الزوج في تعليم زوجته هذه العلوم وقدرتها على هذا الأمر يعتبر ظلماً لزوجته وتنكراً لحق من حقوقها، ويتبعه أيضاً النهي عن الثبات على طاعة الله تعالى.
هذا بالإضافة إلى أنه لا ينبغي أن يسكت عن الانتهاكات التي حدثت في بيته أو مع أبنائه، وكل هذه الأمور من واجب الزوج، وهذا لأنه يعتبر نفسه مسؤولاً عن أسرته وبيته، و وهذا ما قاله رسول الله في الحديث:
“… والرجل راع في بيته وهو مسؤول عنه...“
رواه عبد الله بن عمر، وبإهمال هذه الأمور يظلم الزوج أهله.
7- تكليفه بما لا يستطيع القيام به
ومن الأمور التي يفعلها الرجل، باعتبار أنه زوج ويجب على الزوجة طاعته، أن يكلفها بما لا تتحمله، مثل حثها على معصية الرب، أو فعل المنكرات.
أو يمنعه من صلته بأهله دون سبب شرعي، ففي هذه الحالة يقع على الزوج مظلومتان، ظلم للزوجة وظلم لأهله لأنهم أقرباؤه وعليه أن يحافظ على روابط الأسرة. معهم وتجنب تركه.
صفات الزوج الظالم
بعد معرفة أشكال ظلم الزوج تجاه زوجته يجب أن نعرض بعض الصفات التي تظهر في الزوج الظالم، رغم أننا نعلم أنها ليست صفات جيدة، إلا أن هذه الصفات يمكن أن تظهر في أبسط المواقف أو الأمور وتكون واضحة . وعلى العموم يمكن أن تعتمد هذه الخصائص على ما يلي:
- حب الذات والأنانية من أكثر السمات التي يتسم بها الزوج الظالم: فهو لا يهتم إلا بنفسه واحتياجاته الشخصية، ويريد من زوجته أن تعطيه الأولوية على كل شيء آخر.
- عدم الرغبة في تحمل المسؤولية، حيث أن الزوج غالباً ما يضع كافة أعباء الحياة على عاتق الزوجة، مثل رعاية الأطفال والمصاريف المالية.
- الكذب والخداع لن يخفى على شخص ظالم أنه يكذب سواء على مشاعره أو على الوفاء بالوعود، كما أنه من الممكن أن يتصرف بشكل مخادع في العلاقة بينهما.
- كما أن القسوة والقسوة، مثل حرمان الزوجة من أبسط حقوقها الأساسية، سواء الزوجية أو الأسرية، كما يتعمد التعامل معها بطريقة عصبية والتلفظ ببعض الكلمات الجارحة التي تنتهك حقوقها ومشاعرها بشكل خطير.
- إن الإساءة بكل أنواعها هي أفظع صفات الزوج الذي يظلم زوجته.
وإذا ظهر أي شكل من أشكال الظلم من الزوج على زوجته، فلا ينبغي الصمت، واستخدام الأساليب المختلفة مع الزوج لتجنب هذا الأمر، لأن القرار الشرعي في هذا الشأن ليس بالأمر السهل.