تختلف أساسيات تربية الطفل في عمر السنتين من أسرة إلى أخرى، ولكن هناك أساسيات كثيرة لتربية الطفل في تلك السن، ويجب اتباع هذه الأساسيات حتى تكون تربية الطفل صحيحة وسليمة، وحتى ينمو الطفل في بيئة مناسبة لها أسس معينة تزيد من مهاراته، ولهذا سنعرض لك الآن المفاهيم الأساسية لتربية الطفل في عمر السنتين.

أساسيات تربية الطفل في عمر السنتين.

إذا كان هذا هو الطفل الأول للأم، فسيكون من الصعب عليها أن تضع خطة أو أسس معينة لتربية طفلها بطريقة صحيحة، خاصة في هذا العمر، حيث أن الطفل يبدأ في تعلم العديد من المهارات، لذلك سنعرض لك أساسيات تربية الطفل في عمر السنتين في الفقرات التالية:

1- تجاهل السلوكيات غير المرغوب فيها

ولمعرفة أساسيات تربية الطفل في عمر السنتين يجب أن نعلم أنه في هذا العمر يبدأ الطفل في التعلم وتقليد السلوكيات من حوله، لذا عليك أن تتجاهل السلوكيات التي لا ترغب في رؤيتها. في طفلك، لأنه من الممكن أن يكتسبها منك.

يجب أن تحاولي متابعة السلوكيات التي ترغبين برؤيتها لدى طفلك، كما يجب أن تحاولي تحديد السلوكيات المناسبة وغير المناسبة، ولكن يجب عليك شرحها بطريقة لطيفة وبسيطة، وعدم اتباع سياسة الصراخ بصوت عالٍ. صوت أو ضربه.

يمكنك أيضًا أن تجعل هذه الجلسة بمثابة جلسة لعب مع طفلك من خلال مطالبته بتكرار القواعد التي تعلمه إياها بصوت عالٍ، بينما تكررها معه.

2- لا تستخدم أسلوب الحظر

يجب التخلص من سلوك الطفل غير المرغوب فيه من خلال اتباع أسلوب سليم تجاه الطفل وعدم اللجوء إلى ضربه أو الصراخ عليه، لأن ذلك قد يؤثر سلباً على سلوك الطفل وقد يدفعه إلى تبني أسلوب العناد.

ومن الجدير بالذكر أنه من السهل تعديل سلوك الطفل في هذا العمر، ولكن يجب استخدام أسلوب مناسب لتعديل سلوكه، حيث يمكن أن يتم ذلك من خلال إلهاء الطفل بشيء آخر أو تقديم نشاط بديل له.

3- مساعدته على التعبير عن نفسه

في هذا العمر يجب أن يكتسب الطفل مهارة تقديم نفسه. ولأن هذا العمر هو الأفضل لتعليم الطفل التعبير عن نفسه، فيمكن أن يتم ذلك على شكل لعبة، والتعرف على أسماء العائلة التي اعتاد الطفل على رؤيتها وسماع أسمائها.

كما يمكن استخدام البطاقات التي مطبوع عليها أشكال أو ألوان حيوانات وخضروات لتعليم الطفل الطريقة الصحيحة لنطقها، مما يعمل على صقل شخصية الطفل وتحسين مهاراته اللغوية.

إذا لاحظت تأخر النطق عند الطفل يجب تحويلك إلى أخصائي النطق وتعديل السلوك لتتمكن من علاجه في الوقت المناسب، حيث أنه كلما كان الطفل صغيراً كان العلاج أسهل وأسرع.

4- التعاطف مع تحدياتك

يجب مراعاة هذه النقطة عند البدء في تربية الطفل وتوجيهه، حيث أن ذلك من أكثر الأمور التي تؤثر على الأطفال في بداية حياتهم، إذ أن هناك بعض الأمور التي يختلف فيها الأطفال، كما أن هناك أطفالاً مشاغبين ‎أطفال هادئون وأيضاً أطفال عصبيون، لكن الفئة الأصعب في العلاج هي الأطفال العصبيين.

نوبات الغضب أمر طبيعي يحدث أثناء نمو الطفل، ولكن يجب التعامل مع هذه النوبات بعناية أكبر، وفي حالة غضب الطفل يجب أن نتذكر أن الطفل ليس سيئًا ولا يقصد الإزعاج ولكن هذا شيء يحدث خارج نطاق سيطرتك.

وذلك لأن معظم الأطفال لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم بشكل صحيح، فتتجلى رغبتهم في شكل غضب غير مفهوم وغير مبرر.

أما الطفل المشاغب فهو الطفل الذي يريد اكتشاف كل ما يحدث حوله، ويفعل ذلك بطريقة مؤذية، ولكن في أغلب الأحيان يجتمع الطفل العصبي والطفل المشاغب في طفل واحد، وفي في هذه الحالة عليك الحذر الشديد عند التعامل مع هذا الطفل، لأنه قد يقوم ببعض الأمور، والحركات غير الطبيعية، والتي قد تكون خارجة عن إرادته.

يحاول الطفل في هذا العمر إظهار نفسه وجذب انتباه كل من حوله، فيقوم ببعض الحركات التي تبدو غريبة للبعض، لكن كل ما يريده هو جذب انتباه من حوله.

5- تعريف الطفل ببروتين معين

عند وضع روتين معين للطفل لا بد من عدم الخروج عن هذا الروتين، لأن الطفل عندما يعتاد على شيء ما يصعب تغييره، وعندما يتغير يتغير سلوك الطفل، أما بالنسبة للأفضل أو للأسوأ، حسب طبيعة الطفل وشخصيته.

نقترح عليك أن تقرأ

عند وضع روتين معين للطفل يجب الحرص على تأسيسه بالشكل الذي يناسب طبيعة الطفل، أي عدم إنشاء روتين لا يتوافق مع قدرات الطفل المعروفة، ولا تخصيص شيء لا يستطيعه. . افعل ذلك وأنت تعلم، لأنك في هذه الحالة ستواجه حالة من النفور من جانب الطفل، وقد لا تتمكن من التغلب عليها.

6- إعطاء الطفل الوقت الكافي للتعلم

لا بد من ترك مساحة للطفل ليتطور، وخوض بعض التجارب التي تساعده على تطوير شخصيته، وتعلمه الثقة بنفسه، وهذا أيضاً سيقوده إلى اكتشاف شخصيته ومعرفة بعض الأمور عنها، مما يعزز من قدراتك. الرغبة في التعلم، ولكن يجب أن يكون. وهذا الأمر له حدود.

حيث تقول عالمة نفس الطفل ماسيا وارنر:” “يحاول الآباء تحسين الأمور لأطفالهم طوال الوقت لإسعادهم. هذا غير صحيح على الإطلاق. لا تتدخل دائمًا وتحاول إصلاح الأمور.”

7- تعزيز السلوكيات الجيدة لديهم

عندما تحاولين تعزيز السلوكيات الجيدة لدى طفلك والتخلي عن السلوكيات السيئة، ستلاحظين أن الطفل سيبدأ في الابتعاد عن السلوكيات السيئة شيئاً فشيئاً، وفجأة ستلاحظين أن الطفل سيبدأ في التخلي عن عاداته السيئة. والتزمي بالعادات الجيدة التي تشجعيه عليها.

8- تخصيص أماكن مناسبة له للعب

يفضل تخصيص مكان في المنزل ليلعب فيه طفلك، مثل وضع جميع ألعابه في مكان واحد، ويجب التنويع في هذه الألعاب وزيادة الألعاب التي تنمي مهارات الطفل، ومن الجميل أيضاً القيام بها في هذا العمر. لتعليم وتنمية مواهب طفلك، مثل الرسم والتلوين.

وهي من الألعاب المناسبة للأطفال في عمر السنتين والتي ننصح بها في هذا العمر، كما يجب أن نأخذ في الاعتبار منع الطفل من استخدام الأجهزة الإلكترونية مهما كان نوعها في هذا العمر، وخاصة الهاتف، منذ استخدامه المستمر. يتسبب في إصابة الطفل بالتوحد. وفي سياق حديثنا عن أساسيات تربية الطفل في عمر السنتين، فيما يلي سنعرض لكم بعض الألعاب المناسبة لهذا العمر:

  • الألعاب الحركية: مثل تعلم الرقص والجري، أو يمكن للطفل المشاركة في أي نادي رياضي متخصص في التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة.
  • الألعاب الترفيهية: مثل اللعب في الحدائق ورياض الأطفال.
  • الألعاب الفنية: كيفية الرسم أو التلوين.
  • الألعاب التخيلية: صنع أشكال مختلفة من المكعبات أو الصناديق.
  • الألعاب التعليمية: رواية القصص ومعرفة أسماء الحيوانات والألوان من خلال الصور ومعرفة أسماء الخضار والفواكه وتمييزها.

وتجدر الإشارة إلى أنه إذا شارك الطفل وقت لعبه فإن ذلك سيكون أمراً رائعاً بالنسبة له، حيث أن ذلك سيشعره بأنه ليس وحيداً، وسيعبر عن حب أمه أو أبيه لمن يشاركه وقته. وقت الترفيه معه.

9- خصصي وقتاً للتحدث معه

من الضروري تخصيص جزء من وقتك للحديث مع الطفل، فهذا يساعد على تنمية مهاراته اللغوية والحسية، مما يجعله أكثر ثقة بنفسه وبمن حوله. فهذا سيجعله يشعر بأنه شخص مهم بالنسبة لك.

وفي حالة التحدث مع الطفل يجب إرساء كافة آداب الحوار والمناقشة أثناء التحدث مع الطفل، حتى يتعلمها الطفل بشكل غير مباشر، ويكررها بنفسه عند الحديث مع الآخرين، ويصبح أسلوباً يتبعه.

10- فكر كيف يفكر

عندما تنزل إلى أسلوب تفكير الطفل، فإن ذلك سيقودك إلى فهم الطفل بشكل أكثر جدية وسيسمح لك أيضًا بفهم الإشارات التي يصدرها الطفل بشكل غير مباشر، مما يؤدي إلى سهولة التواصل بينك وبين طفلك.

وكما يقول طبيب نفساني للأطفال:يحتاج جميع الأطفال في هذه المرحلة إلى رعاية مطلقة، ويجب على الأمهات ألا تهمل تربية أطفالهن في هذه المرحلة العمرية. ولأنه من أكثر الأعمار تأثيراً في حياة الطفل ومستقبله، فلا بد من أن يكون الطفل في وضع جيد. وإلى أن ينمو بشكل سليم، سيكون قادرًا على مواجهة كل ما هو جديد.

نصائح لتربية الطفل بشكل سليم

واستكمالاً لحديثنا عن أساسيات تربية الطفل في عمر السنتين، سنعرض لك الآن بعض النصائح التي يجب اتباعها عند تربية الطفل في النقاط التالية:

  • يجب أن يكون الآباء قدوة وأن تكون أفعالهم وكلماتهم متسقة.
  • وضع روتين يومي للاستيقاظ والنوم وتناول الطعام والالتزام به.
  • تحدث جيدًا عن الأب أمام الطفل مهما كان شعورك، وعلى الأب أن يفعل ذلك أيضًا.
  • يجب أن يشارك الطفل في الأعمال المنزلية أو شيء من هذا القبيل حتى يعتاد على المساعدة.
  • يجب أن نتجنب التدليل المفرط للأطفال.
  • يجب أن تكون معاملة الأطفال متساوية حتى لا تنشأ بينهم الكراهية.
  • يجب منح الأطفال الحب والمودة، فضلاً عن الشعور بالأمان.

ومن المهم معرفة أساسيات تربية الطفل في عمر السنتين حتى ينمو الطفل على هذه الأساسيات منذ الصغر ويكبر عليها. وفي هذه الحالة لا يكون الطفل من الأطفال الذين سئموا من الرفع.