هل يشعر الميت بالبرد؟ هل تشعر بأشياء أخرى؟ لقد فرض الله تعالى الموت على جميع مخلوقاته وجعله الحقيقة الأكثر واقعية في العالم. ثم بعد الموت هناك رحلة غامضة لا يعلم بها إلا الله عز وجل، خاصة أن ارتباط الروح بالجسد أثناء الحياة يختلف عن الموت. لذلك نجيب على سؤال كيف يشعر المتوفى بالبرد.

هل يشعر الميت بالبرد؟

وما يأتي بعد الموت هو من الأمور الغيبية التي لا يعلم ما يحدث إلا الله عز وجل، ما نعرفه فقط أن هناك حكم الملكين وعذاب القبر للمذنبين الذين ارتكبوا الذنوب في الحياة.

فيما يتعلق بالإجابة على سؤال هل يشعر الميت بالبرد؟ وقد أثار هذا الأمر جدلاً لأنه يواجه الخفي، ولا يوجد دليل قاطع على تفاصيله، ولكن هناك بعض الأقاويل بأن الميت يشعر بالتغسيل وما يحدث حوله.

هل الميت يسمع من حوله؟

وفيما يتعلق بنقاشنا حول ما إذا كان الميت يشعر بالبرد، فهناك من يعتقد أنه يشعر ويسمع الحي، والبعض الآخر لا يعتقد ذلك، بل في حالة الموت، شعور أهل العالم . ويتوقف ما يحيط بهم. نظراً للانتقال إلى عالم البرزخ غير المرئي، حيث يقول الدكتور عبد الله الغنيمان: “ القتيل لا يعرف ما يحدث له ولا يشعر بما تفعله عائلته.“.

وقد اتفق جمهور الفقهاء على أن الميت يشعر بمن يزورهواستدل على ذلك بقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
«إن الميت إذا دفن فإنه يسمع قرع نعليه إذا خرجا منه». رواه عبد الله بن عباس.

وفي ذلك الحديث التأكيد على أن الميت يستمع لمن حوله ويبتعد عنه بعد الدفن، كما رواه عن أنس بن مالك عن حديث الرسول – صلى الله عليه وسلم -. عليه السلام تحت قيادة شهداء بدر:
ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلى بدر ثلاثة أيام حتى ينبشوا ثم أقبل عليهم فوقف عليهم فقال: يا أمية بن خلف، يا أبا جهل بن هشام. يا عتبة بن ربيعة، يا شيبة بن ربيعة، هل وجدت ما وعدك؟ هل ربك حقا؟ لأني اكتشفت أن ما وعدني ربي حق. قال: فسمع عمر صوته فقال: يا رسول الله، هل تدعوهم بعد الساعة الثالثة؟ يستمعون؟ يقول الله تعالى: {إن الموتى لا يسمع لهم} [النمل: 80]. قال: والذي نفسي بيده، ما أنت بأسمع منهم، ولكنهم لا يعرفون كيف يجيبون.“.
وفي ذلك الحديث دليل واضح عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- على أن الموتى يسمعون كلام الأحياء، كما دل عليه الرسول الكريم في أمر الصحابة -رضي الله عنهم- سلموا بعضهم على بعض عند دخولهم القبور، لأن هذا دليل على أنهم يستمعون للأحياء.

وقد نفى أن الميت سمع صوت الحي بالسيدة عائشة – رضي الله عنها – ووافقها بعض علماء الحنفية وجماعة من المعاصرين منهم: ابن عثيمين وابن باز، استنادا إلى روايته:
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الآن علمت أن ما كنت أقول لك الحق، وقال الله تعالى: (إنك لا تسمع الموتى).
وأما أهل القليب الذين سمعوا الرسول – صلى الله عليه وسلم – أثناء خطابه بعد غزوة بدر، فإنهم يرون أن هذا الأمر معجزة خاصة له، وأن هذا الأمر ليس كذلك يصح لغيره، وأما الحديث المتضمن: «اسمعوا لصوت نعليه وهو يبتعدان عنه» فليس إلا أمرا خاصا للميت بمجرد وضعه مباشرة في مكانه. القبر، وترجع إليه الروح ليحاسبه الملكان.

نقترح عليك أن تقرأ

يشعر الميت بالعذاب والفرح.

ويشعر الميت بهذين الأمرين، ولكن اختلف رأي أهل العلم في هذه المسألة، سواء في الروح أو في الجسد، وما اتفق عليه أهل الجماعة والسنة على أنه يتم في كليهما.

ماذا يحدث للميت في القبر؟

استمراراً لجواب السؤال: هل الميت يشعر بالبرد؟ لقد ثبت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أن الميت بمجرد دخوله القبر يمر ببعض مراحل العذاب والنعيم. بناءً على ما قام به في حياته من أعمال صالحة وطاعة لله تعالى، أو معصية وكفر بالله تعالى، لذلك نعرض في النقاط التالية ما يمر به المتوفى:

  • يقوي الله تعالى من يؤمن به إيمانًا وحقًا لحظة موته ودخوله القبر، وعندما يسأل الملاكين الحساب يعلن لهما ما كان لهما من تقوى وإيمان.
  • وبعد أن ينزل الميت في القبر ويغطس في الطين، يأتيه ملكان من ملك الله تعالى فيجلسانه ويستعدان للحساب. ثم يُطرح السؤال عن الرب والدين والرسول -صلى الله عليه وسلم- والإيمان به. فالخادم صاحب الإيمان الحقيقي يجيب على كل الأسئلة بحزم وثقة. أما الكافر أو المنافق فلا يجد جواباً فيقول: لا أدري. “بسبب التعلق بالدنيا وضعف الإيمان.
  • يبدأ عذاب القبر لمن يستحقه بمرحلة، تتضمن رؤيتهم يومياً في مقعدهم في جهنم، وبالتالي معرفة مصيرهم في البعد عن الله تعالى لتحقيق رغباتهم. ولا يُعذب إلا بسبب خطاياه في هذا العالم.
  • والبركة لأهل الإيمان والتقوى. والقبر عند المؤمن روضة من رياض الجنة. القبر يتسع له ويرى مكانه في الجنة، فيستقبل بشرى السعادة.

هل يشعر الميت بتحلل جسده؟

وبينما سنذكر ما إذا كان الموتى يشعرون بالبرد، فإن أجساد جميع الناس، من الطيبين والأشرار، تتعفن ويأكلها التراب، إلا أجساد الأنبياء التي حرم الله تعالى على الأرض أن تأكلها.

وفي حال استقامة المؤمن وعدله فلن يشعر بالمهانة، ولكن العصاة الكفار الذين لم يغفلهم الله عز وجل، فيكون لهم العذاب. لدليل أن عذاب القبر وفرحه يؤثران على جميع الجسد والروح كما يعتقد أهل السنة.

هناك خلاف حول ما إذا كان الميت يشعر بالبرد. لأنها من أمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله عز وجل، ولكن يجب على المسلم أن يتقرب إلى الله عز وجل ابتغاء مرضاته وتجنب عذاب القبر.