ماذا يحدث في ليلة القدر؟ ما هو فضل ليلة القدر؟ ليلة القدر ليست فقط أهم ليلة في شهر رمضان المبارك، ولكنها أيضًا من أهم ليالي العام بأكمله، حيث تمتلئ المساجد للصلاة والتهجد. إنه بمثابة عيد للمسلمين بسبب قدره بالنسبة لهم، لكن ماذا يحدث خلاله بالضبط؟ وهذا ما سنتعلمه لاحقا.

ماذا يحدث في ليلة القدر؟

ليلة القدر من الليالي المباركة التي يجب على كل مسلم أن يستغلها في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك. وهي إحدى الليالي الفردية وتتميز بأن القرآن الكريم “ع” نزل فيها، وأخبرنا الله تعالى أنها خير من ألف شهر، وهناك سورة كاملة في القرآن الكريم تتحدث عن هذه الليلة العظيمة، وما يحدث فيها، وهذا ما سنوضحه من خلال ما يلي.

1- نزول الملائكة

وتبين لنا الآيات أن ليلة القدر خير من ألف شهر، لتوضيح أهمية العمل بها وأن فضلها أعظم من الأجر والثواب بأضعاف مضاعفة.

ينزل معلمنا جبريل عليه السلام إلى الأرض مع الملائكة في هذا اليوم إلى عباد الله الذين يذكرونه. ويذكر أن الله يأمر في هذه الليلة أن ينزل ملكاً في كل مكان من الأرض. هناك حديث نبوي شريف عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وعليه عليه السلام: (إن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى) وإن دل على ذلك شيء فهو كثرة الملائكة الموجودين على الأرض اليوم.

وعندما ينزلون إلى الأرض تنتشر البركات ويحفظ المسلمون من كل شر في هذه الليلة. وأما أخبارنا عن نزول الملائكة فقد قيل أن ذلك يجعل الناس يقبلون المزيد من الطاعة والعبادة في هذه الليلة، وقيل إن الملائكة تحب أن تسمع صوت أنين التائبين ويسألون. للمغفرة.

2- توزيع المواعيد النهائية

يأمر الله تعالى الملائكة المكلفين بكتابة الأقدار أن يكتبوا أقدار الخلق التي ستحدث في العالم خلال العام القادم وينسخونها من اللوح المحفوظ. قال الله تعالى:
(إنا أنزلناه في ليلة مباركة. حقا إنا لمنذرون. وفيه يفصل كل أمر عند حكيم)..
وفي تلك الليلة تكتب كل تفاصيل الخلق من المرض والصحة والرزق والأمن والحرب والرزق والغنى والفقر وسائر الأحوال. والله وحده هو الذي يعلم الغيب، كما قال تعالى:
(قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون).
وهذه من الآيات التي تعترف بذلك، ولكن الله يخرج من عباده من يشاء.

ويظهر الله الملائكة في الغيب لمدة سنة، ليقوم كل منهم بوظيفته من توزيع الأرزاق أو قبض الأرواح وغيرها من المهام التي أمرهم الله تعالى بها.

3- انتشار الطمأنينة في ليلة القدر

يعم السكينة والطمأنينة على الأرض في هذه الليلة، فليلة القدر هي ليلة يكون الجو فيها شديد الهدوء والسكينة، ويشعر بها المؤمن لما في قلبه من خشوع وطمأنينة. وقال النبي في هذا الصدد إنها ليلة تشرق فيها الشمس بلا شعاع.سيظهر ذلك اليوم دون شعاع من الضوء.“وهذا يعني أن الشمس في هذا اليوم ستكون مميزة للغاية.

وفي ليلة القدر يكون المناخ بارداً ومعتدلاً، والسماء زرقاء فاتحة بحيث لا يظهر فيها شيء، حيث أننا لو ابتعدنا عن أضواء المدينة سنجد الكون مضاءً.

4- آسف

وأفضل الأحداث على الإطلاق هو أن يغفر الله تعالى لكل مسلم يقوم الليل أو يستغفر الله أو يعمل عملاً من الصالحات. وهذا يحدث للعبد الذي يرتفع إلى الله تعالى بإخلاص، دون رياء أو رغبة في أن يظهر للناس أنه إنسان صالح أو متدين. قال النبي صلى الله عليه وسلم. و السلام:
(من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.)
بشر النبي صلى الله عليه وسلم العبد المقام بنية أن يبشره في رمضان وليلة القدر والعشر الأواخر من رمضان بالمغفرة لما مضى من عمره وكذلك الذنوب، وقال بعض العلماء: إن هذه المغفرة تشمل جميع الذنوب، بما في ذلك الكبائر أيضاً.

ثم إن من الأسباب التي يغفر الله بها لعبده ويعينه على ذلك أن يقويه حتى يتمكن من أداء حقوق العباد التي عليه، بالإضافة إلى أن إيمان العبد يعد عظيما. ولكن إذا شك العبد في نعمة الله تعالى فإن ذلك يحرمه من خيرات كثيرة، وذلك ماذا يحدث في ليلة القدر؟

فضائل ليلة القدر

هناك فضيلة عظيمة في ليلة القدر، ولكن ما الذي يحدث حقًا في ليلة القدر؟ هذا هو السؤال الذي يريد الكثير من المسلمين أن يعرفوه. ولذلك يحاول المسلمون أن يعرفوا حقًا أن الوقت قد حان لتكثيف جهودهم مع هذا الخصوص. الليل لفضله العظيم وما يحدث فيه.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد: «من قام بالإيمان واحتساب الأجر، غفر له ما تقدم من ذنبه». وهذا يدل على فضل ليلة القدر العظيم. ولذلك إذا استطاع المسلم أن يجتهد في ليلة القدر نال مغفرة من الله تعالى وأجراً عظيماً.

إنها ليلة مليئة بالمغفرة والبركة والأجر، يكثر فيها الخير ويقل فيها الضرر. ويكفي أن الله تعالى قد عظم قدر ليلة القدر، ولهذا أنزل القرآن فيها. قال تعالى: “إنا أرسلناه في ليلة القدر”.

وهذا يبرر ما يحدث في ليلة القدر من حيث جمال اليوم أو أجرنا عند الله. يسجل الله تعالى في هذه الليلة الرزق لجميع المخلوقات ويقدر الآجال لسنة كاملة بعد ذلك.

معرفة النبي بليلة القدر

وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم بليلة القدر، لكن الله أنساها فيما بعد. وذلك لحكمة الله تعالى التي هي حافز للمسلمين لبذل جهد كبير في العشر الأواخر من رمضان ككل، وليس فقط عند معرفة موعد ليلة القدر.

وأما سبب إخفاء معرفة موعد ليلة القدر كما قال البخاري في صحيحه عن أحد الصحابة “عبادة بن الصامت” رضي الله عنه قال: (خرج النبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا بليلة القدر، فأقبل رجلان من المسلمين فقالا: خرجت لأخبركما بليلة القدر. بالقدر) ، فلان تزوج وفلان، وبعث، ولعله يكون خيرا لكم، فابحثوا عنه في اليوم التاسع والسابع والخامس)، فيجب أن نستنبط من ذلك أن المسلم فيجب أن يخفي علمه بليلة القدر برؤية عواملها.

موعد ليلة القدر

اتفق الحنفية والمالكية والحنابلة والشافعية على أن ليلة القدر موجودة في جميع الشهر واستدلوا على ذلك بقوله تعالى:
(بل أرسلناه في ليلة القدر * وما يدريك ما ليلة القدر؟)
وأيضا يقول الله تعالى:
(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والحكم).
وهذا ما أكد لهم أن ليلة القدر موجودة في شهر رمضان، ولكن ما اختلفوا فيه هو مكان ليلة القدر من الشهر الكريم، فانقسموا إلى ستة أقوال، وهي:

1- قول ابن عباس رضي الله عنه.

أن ليلة القدر تكون في العشر الأواخر من الشهر الكريم، واستدلوا على ذلك بالأحاديث النبوية الشريفة التي وردت عن ليلة القدر، وجميعها كانت في العشر الأواخر من الشهر، يوم عن ابن عباس رضي الله عنهما عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
(قال النبي صلى الله عليه وسلم: ابحثوا عنه في العشر الأواخر من رمضان، ليلة القدر، في التاسعة الباقية، في السابعة الباقية، في الخمس الباقي).
ومن هذا القول قال أكثر أهل العلم إنها ليلة السابع والعشرين من الشهر، وقال الشافعية إنها يجوز أن تكون ليلة معينة من ليالي العشر الأواخر وليست كما يظن البعض أنها تتناوب بين العشر الأواخر. ليالي رمضان، أو ليالي فردية. أما الإمام الشافعي فيرى أنه اليوم الحادي والعشرون.

2- قول الإمام أبي حنيفة

ووجود شهر رمضان يعني وجود ليلة القدر، وقد أيد هذا الرأي الإمام أبو حنيفة واثنين من أصحابه هما محمد بن حسن الشيباني، وأبو يوسف القاضي. إلا أن الإمام لم يوافق. مع صاحبيه، إذ يرى الإمام أن ليلة القدر لا تتعلق بليلة من الليالي، بينما يرى صاحباه أنها تتعلق بليلة من ليالي الشهر.

3- أقوال أبي رزين العقيلي

وعن صاحبه أبي رزين العقيلي -رضي الله عنه- أن ليلة القدر هي أول ليلة من شهر رمضان المبارك.

4- كلام عثمان بن أبي العاص

الإسناد إلى الصحابي عثمان بن أبي العاص والإمام الحسن البصري -رضي الله عنهما- أن ليلة القدر غامضة بمعنى أنها تقع في إحدى الليالي الوسطى من الشهر المبارك.

5- أقوال زيد بن ثابت وعبد الله بن مسعود

هناك قول عن ليلة القدر أنها الليلة التاسعة عشرة من الشهر المبارك، وهذا القول منسوب إلى الصحابي الجليل زيد بن ثابت والصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما-.

6- الأحاديث النبوية

وبجمع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فإن ليلة القدر تتحرك بين الليالي العشر الأخيرة، كما يحدث في بعض السنوات في ليلة وفي سنوات أخرى في ليلة أخرى، وذلك الحديث عن وجود النبي صلى الله عليه وسلم ليلة القدر في العشر الأواخر من الشهر هو قول كثير من أهل العلم وعلى رأسهم: الإمام النووي، والإمام ابن حجر العسقلاني، والإمام الماوردي وغيرهم.

لليلة القدر فضل عظيم على المسلمين، فيجب علينا أن نجتهد في تحقيقها في العشر الأواخر من رمضان. لذلك فلنكثر من الدعاء والدعاء وقراءة القرآن حتى يتصل بنا الله تعالى في ليلة القدر.