هل راحة البال توجد في قلة الاهتمام؟ ومن منا لا يبحث عن الطمأنينة؟ قالوا قديما راحة الجسد في قلة الطعام وراحة الروح في قلة الذنوب وراحة اللسان في قلة الكلام وراحة القلب في قلة الاهتمام ولكن ماذا تعني تلك العبارة وكيف نطبقها في حياتنا لنسعد بسلام قلوبنا؟ وهذا ما سنوضحه بمزيد من التفصيل فيما يتعلق بهذا الموضوع.

عزاء القلب في ظل قلة الإهتمام.

عمر الإنسان محدود، فهو قصير جداً مقارنة بعمر الكون نفسه، فلا ينبغي له أن يضيعه فيما لا يستحق، فهو أيضاً لديه طاقة محدودة يجب استغلالها في كل ما هو مفيد ومفيد. للرجل. القلب عضو له أهمية كبيرة في حياة كل إنسان ويؤثر على صحته الجسدية والنفسية، لذا فإن الحفاظ عليه أمر ضروري، وعلى كل إنسان عاقل أن يطمح إلى حياة جيدة وطبيعية.

والحفاظ عليه يقتضي عدم الاهتمام، وعدم الاهتمام إلا بما هو مفيد، وتقليل الاهتمام المفرط بالآخرين، والكف عن الاهتمام بصغائر الأمور. القلب هو مكان الفرح والحزن. فبدلاً من الحب والكراهية، يوجد في القلب شعور، هناك طمأنينة وسلام نفسي أو هلع وخوف هستيري.

عندما تكون سعيداً حقاً، تكتشف أن قلبك هو الذي يضحك، وليس فمك، وتشعر بالابتسامة تخرج من بين ضلوعك وليس من شفتيك فقط. عندما تبكي بحزن شديد تجد أن الحزن يتردد في قلبك، ولا تسيل الدموع من عينيك فقط. عندما تخاف ينقبض قلبك قبل جسدك، وعندما تتحدث باهتمام، تأتي الكلمات من قلبك. قبل لسانك ليصل إلى قلب المتلقي، وعندما تكره تجد مرارة الغضب والكراهية في قلبك قبل حلقك.

لذلك، يجب أن يكون قلبك موضع اهتمامك واهتمامك وبيئتك، يجب أن تشمله في عنايتك وتمنحه حبك قبل أن تمنحه للآخرين. فكيف لقلبٍ لا يعرف معنى الحب أن يحب، وكيف لقلبٍ لا يعرف طريق الأمان أن يمنحه! عليكم أن تحميوا قلوبكم وتبعدوا عنها الأذى ولا تعرضوها للمشقة، لتتمكنوا فيما بعد من تقديم الحب لأنفسكم وللآخرين. لأن من يفتقر إلى شيء لا يعطيه.

آثار زيادة الاهتمام بالآخرين

الاهتمام شعور جميل؛ يحب أن يعطيه الإنسان شيئاً وأن يعطيه إياه، ولهذا يشعر بالأمان والحب والثقة والمشاعر الإيجابية والقبول والرضا. يحب الشخص دائمًا العثور على ما يهمه والاهتمام به. الاهتمام بالشخص هو أن تحب رؤيته والتواصل معه والاستماع إليه والوقوف بجانبه والسعي إلى رضاه.

نقترح عليك أن تقرأ

ولكن إذا كثر الأمر وبالغ فيه، أصبحت مضاره أكبر من منافعه، ومضاره أكبر من منافعه. اهتمامك بشخص لا يهتم بك على الإطلاق، أو يهتم بك ولكن أقل بكثير من اهتمامك به، يحزن القلب ويجعل الطرف الآخر يدفعك بعيدًا لأنه قد يشعر بالانزعاج من هذا الاهتمام الزائد ويجعلك تشعر بالانزعاج. هو يعتقد. أنك ضعيف في الشخصية وضعيف في ثقتك بنفسك مما يزيد من قلقك وخوفك مما يؤدي إلى عدم راحة القلب نتيجة لذلك. نظراً لحرصه الدائم على رضاء من يهتم بهم، وخوفه من فقدانهم وعدم الاختلاف أبداً مع آرائهم.

يجب أن تكون المصلحة متبادلة، فلا تقلق ممن يتجاهلك. وكما قيل بحكمة: «زهدك في من يريدك نقصان حظ، ورغبتك في الزهد فيمن يريدك ذلة للنفس». وهذا يسبب الذل والهوان، ويجعل القلب يشعر بالإحباط والخنوع والتعب. إذا كنت تريد راحة البال حقًا، فلا تقلق كثيرًا بشأن من لا يهتم بك، ولا تضع أحدًا فوق قيمته لئلا يضعك أقل من قيمتك، وأعط لمن يستحق العطاء، والعمل الجاد من أجل من يستحق العناء.

كيف يمكننا التخلص من الاهتمام الزائد بالآخرين؟

يمكنك التوقف عن القلق كثيرًا بشأن الآخرين من خلال تحسين ثقتك بنفسك. عندما تؤمن بأنك مميز ولديك شيء يحبه الآخرون ويثير اهتمامهم، فلا داعي للقلق الزائد بشأن رضاهم والقلق خوفاً من فقدانهم، لن تقلق إلا بالقدر الذي يكون فيه الأمر طبيعياً وجديراً من الثناء، وبعد ذلك سوف يعيرونك الاهتمام وسيحبون الاقتراب منك والاحتفاظ بك.

يمكنك أيضًا التوقف عن سؤال الأشخاص عن رأيهم فيك وفي أفكارك؛ قد تجد أن هذا الأمر يثير قلقهم، لكن هذا قد يترك قلبك محبطًا وقلقًا بشأن آراء الناس عنك، خاصة وأن هناك الكثير من الأشخاص السلبيين. إذا كنت تريد راحة البال، عليك أن تعلم أن رضا الناس هدف بعيد المنال.

اترك المجال للآخرين ليطلبوا منك التحدث والسؤال عنك بدلاً من أن تبادر أنت في كل مرة. ابدأ بمراقبة مشاعرك وتقبلها واحترامها والتحكم فيها. اختر الوقت المناسب لبدء الحديث والشخص المناسب للتحدث معك. انتبه وكن دائمًا ممتنًا للعلاقات الجيدة.

راحة البال تكمن في احترام الذات، في عدم الاهتمام والغفلة، في الارتقاء والعيش في سلام. التزم بسلام قلبك وستكون الحياة سهلة.