الطير على ريشة يتجمع معاً هو أحد الأمثال الشعبية التي كان يستخدمها العرب قديماً، إلا أنه انتشر بيننا اليوم نظراً لملاءمته لمواقف مختلفة جداً، ومن خلاله سنذكر أصل هذا المثل الشعبي، ومكانته يعني بالتفصيل وجميع المعلومات اللازمة حول هذا الموضوع.

الطيور على أشكالها تقع

يعود مثل طير الريشة إلى منتصف القرن السادس عشر تقريبًا، وتعود أصوله إلى الحياة الريفية، وكذلك إلى حياة الوديان والمدن، حيث إنه يستخدم عادة بين الأشخاص الذين لديهم تشابه ملحوظ وكبير في سلوكك. والخصائص والأفكار وأحيانا في الشكل.

وكل من يعيش في هذه المناطق البدائية يعرف أن الطيور تغني مثل نظيراتها وأنواعها والطبقة التي تنتمي إليها. فالطيور، على سبيل المثال، لا تستطيع أن تغني مع الصقور، لأنها تغني فيما بينها فقط.

كما عرفوا أنهم متشابهون من حيث الوزن وطريقة التكاثر والولادة، ومن حيث الصوت الذي يصدرونه عند التغريد في لحظات المرح أو عند التعبير عن المشاعر والأحاسيس.

ومن الجدير بالذكر أن هناك مجموعة من الأشخاص قالوا إنه على الرغم من التشابه الكبير بين الطيور في مظهرها إلا أنها اكتسبت القدرة على الطيران بسهولة باستخدام أجنحتها وريشها بالإضافة إلى جسمها الخفيف.

ولكن بمجرد سقوط أي منها على الأرض سوف يهلك تماما وينكسر، كذلك الأمر بالنسبة للبشر الذين لديهم خبرة في أي مجال، فعندما يخطئون أو لا يتقنون عملهم يتوقع منهم الفشل.

وهذا ينطبق أيضا على الأغنياء. ومن الممكن أنهم عندما ينهارون بسبب عدم حساب المادة بشكل صحيح، يصبحون فقراء. ولذلك كما قال العرب فإن الطيور على أشكالها تتزاحم إذا لم يتحقق الانسجام والحذر. إذا لم يتم اتخاذها، سيكون الفرد ضحية لقراراته السيئة.

ومن الجدير بالذكر أنه يجب مراعاة هذا المثل عند اختيار الصديق، كما جاء في الحديث الشريف:
«المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يكون»..
وهذا الحديث يدل على أن صديق الخير لا يأتي إلا بالخير، وصديق السوء لا يأتي إلا بالشر، ويوقع الإنسان في شر الصحبة الفاسدة.

أبحاث ودراسات حول مقولة: الطيور على أشكالها تتجمع

قامت مجموعة من الباحثين من جامعة ترير الألمانية، المعروفة باسم ترير، بالتحقيق في معنى سقوط الطيور من نفس الريشة، حيث قاموا بدراسة دقيقة على ما يعادل 50 فرداً من الرجال والنساء.

وعرضوا بعض الصور الفوتوغرافية لنساء جميلات ومثيرات على الرجال، كما قاموا بإجراء تعديلات على معظم هذه الصور، بحيث أصبحت وجوه النساء تشبه الملامح الشخصية لكل رجل شارك في هذه التجربة.

ثم أمروا معظم الرجال بوضع أيديهم في الماء المثلج لمدة 3 دقائق حتى يتم توليد إحساس بالضغط، وزودوهم بجهاز لمراقبة ردود أفعالهم من خلال مراقبة حركات عضلات العين.

وكانت النتيجة أن الرجال الذين تعرضوا فعلياً للضغط اختاروا صوراً لنساء مثيرات، بينما اختار الذين لم يتعرضوا للضغط صوراً تمثل سماتهم الشخصية.

نقترح عليك أن تقرأ

أثبتت هذه الدراسة أن التشابه بين شخصين يعمل على توليد الثقة المتبادلة بينهما، وهو ما يؤدي إلى علاقات عاطفية تتميز بأنها طويلة الأمد، أي تلك التي تنتهي بالزواج.

التوافق بين الأشخاص ضروري لاستمرار العلاقات، فإذا لم تجتمع طيور من نفس الريشة، فمن المحتمل أن بعض الأشخاص لن يحالفهم الحظ في استكمال علاقتهم الرومانسية حيث لا يستطيعون اختيار شخص مشابه لهم.

ومن الجدير بالذكر أن الغرب قالوا بأن صورة الطيور ذات الريشة تتساقط معاً، والتي أطلقوا عليها اسم سرب الطيور ذات الريشة، واعتمدوا عليها في دراستهم. ومعناه يشبه معنى الآية القرآنية التالية:

يقول الله تعالى:
(الخبيثات للخبيثين، والخبيثون للخبيثات، والطيبات للطيبين، والطيبون للطيبات، أولئك براء مما يقولون، أولئك لهم مغفرة ورزق كريم). [النور، 26].
تدل هذه الآية على أن تشابه الصفات بين الزوجين يجعلهما متقاربين ومتوافقين مع بعضهما بلا شك، كما أن الصالح لا يتزوج إلا طيبة مثله، ولا يتزوج الخبيث إلا سيئة.

استخدام الطيور من الريش للسقوط.

ويكثر استخدام هذا المثل في كثير من الأمور، كما سنبين لك في النقاط التالية:

  • وقد استخدمها الكاتب الشهير ويليام ترنر في كتابه بعنوان “إنقاذ الثعلب الروماني” المخصص للكوميديا ​​الساخرة، حيث قال إن “الطيور من نفس النوع واللون تطير دائما في سرب واحد”.
  • وظهر المثل في القاموس الإنجليزي-الإسباني لعام 1955، الذي أعده جون مينشو، ويظهر صراحة دون تعديلات في أي كتاب: “الطيور على أشكالها تتجمع معًا”.
  • في عام 1856، قام بنجامين جويت بترجمة جمهورية أفلاطون وتضمن هذه الجملة: “إن الرجال في عصرنا يسيرون معًا في قطعان، ونحن طيور على ريشة، كما يقول المثل القديم”.
  • استخدم فليمون هولاند، الذي ترجم تاريخ ليفي الروماني عام 1600م، هذه العبارة عندما قال: “كما يقولون، الطيور على أشكالها تتجمع معًا”.
  • عادة ما يستخدم المصريون على وسائل التواصل الاجتماعي هذه العبارة عندما يقوم من حولهم بالإساءة أو التحرش، في شكلها الطبيعي غير المعدل.

قصة المثل: الطيور على أشكالها تتجمع معًا

وهناك قصة شائعة لهذا المثل، تقول إن إياس بن معاوية دخل ذات يوم مدينة الواسطى في العراق، وبعد أيام قال لقومه: لقد لقيت أهلكم الطيبين والأشرار عندما قدمت مدينتكم. البلاد ومن اليوم الأول.

ردت عائلته بسؤاله: كيف تحكم علينا بهذه الطريقة قبل أن نعيش معًا؟

فأجاب مرة أخرى قائلاً: “جاء معنا أناس طيبون، واستطاعوا أن يعرفوا بعضكم بسهولة. وكان بيننا أيضًا أناس أشرار، وتعرفوا أيضًا على أناس آخرين. فعرفت أن خيركم”. هم الذين عرفتنا بلا شك، وشرك هو الذي جذب شرنا.

وهكذا أثبت إياس بن معاوية بالفعل أن الطيور تتساقط على أشكال مختلفة، ولا شك أن كل إنسان يعرف من يشبهه.

لا تحلق في السماء إلا مع من يرفع مكانتك، واحذر من أصحاب الوجوه الملونة لئلا تشبههم أو تخسر الكثير. اختر من يشبهك في الميول والتوجهات الفكرية، وهاجر في جماعة تشبهك فقط في النوع والمظهر.